هيغوان راقص التانغو في مدريد

لأولئك الذين يكرهون المواضيع الطويله ...

انصحهم بالإنتقال للاسطر الأخيرة مباشرة ...

أما من يريد أن يبحر بين كلمات خرجت من أعماق قلب عاشق للملوك ...

ما عليه إلا أن يحضر بجانبه " قهوة عربي " و سجائره (( إن كان يدخن )) ..

الجميع تابع هذا الموسم الكروي الحافل في إسبانيا ... الكل بهر من جمع البرشا للأداء و النتائج ...

نعم هذا الموسم أتى البرشا على الحي و اليابس ... على كل ما وقف أمامه ... أو مرّ بجانبه ...

لكني و بحكم عشقي للنادي الملكي فكان موسمي متراوحا بين الفرح و البكاء ... بين التشويق و الخمول ...

إنتظرت لمباراة حاسمة كانت في البرنابيو ... لكن قدر اللّه و ما شاء فعل ... لم تأتي رياح الأطلس بما تشتهي سفن مدريد ...

لكني لن أكون مثل من يعتقد بأنه إكتشف نقطة الإستفهام (( ؟؟؟ ))) و ألقي إستفسارات و أبحث عن أعذار ... فالأمور كانت واضحة ...

هذا الموسم ليس موسم المرنغي ... ليس موسم تتويجنا ... ليس وقت صعودنا على المنصة ... لكن المستقبل ... !!! لا أحد يعلم ما يخبيه لنا ...


بين لاعبين شاركوا ... في 38 مباراة ... في 38 جولة ... هناك من برز ... و هناك من كان عاهة على الفريق ...

أحد المتألقين في نظري هو الأرجنتيني راقص التانغو ... رقم عشرين ... غونزالو هيغواين ...

نعم غنزالو هيغواين ... رقم عشرين ... و ذو 22 ربيعا ... تألق و أبدع منذ قدومه في شتاء سنة 2006 ...

لا أحد ينسى أول موسم له مع المدرب كابيلو حيث سجل هدف في مرمى أسبانيول فأعاد الأمل مجدداً لريال مدريد للفوز بالدوري

لا أحد ينسى الموسم الماضي في بامبلونا عندما أحرز أجمل هدف لريال مدريد صادق به على أحقية ريال مدريد بالفوز باللقب الحادي والثلاثين ...

هذ الموسم أنقذ الريال في لقاء خيتافي ... ليبقي الأمل لعشاق المرنغي ... و بعدها كان الريال و لاعبيه يغيبون ليحضر هو وحيدا ...

هيغواين اليوم لعب مباراته 100 ... اليوم هيغواين إحتفل بالمائوية بطريقته و سجل هدفه الثاني و العشرين هذا الموسم ...

لاعب غاب عنه الريال ... فأصرّ رغم ذك على الظهور ... أي لاعب في الليغا قدمـ أداءًا أفضل منه ... ؟؟

حسب رأيي لا أحد ... لا حسب رأي الأغلبية ... هيغواين ... أفضل لاعب في الليغا ... لكن يبقى السؤال هل كان سيقدم أفضل لو كان الهجوم أفضل من الآن ؟؟؟ ...

يعني دون راؤول ... !!! صراحة أراه قادرا على المرور بأكثر من لاعبين أو حتى أكثر من ثلاثة ...

حين يستمر بمعاناته .. لا أحد يكترث !! فهو يناضل وحيدا ... يحارب في الجبهة دون أن تحميه طائرات ...

وحين يموت .. لا أحدث أحد يكترث !! فلن يكون هنااك من ينقل روايته ... فكما قلت فهو وحيد ...

لا أعلم ما أقول في حق هذا المبدع ... فإن كان دروغبا مرعبا للحراس ... فيشرفني أن أعرفكم ... بـــ سفاحهم ...

إنه شرف عظيم لنا بمعرفته ... إنه ذلك النجمــ إن لم نقل البدر الذي أضاء ليالي مدريد ... إنه ذلك الضوء المتسلل بين الأشجار ليضيء الوادي ...

بعض لاعبينا كانوا كالصاعدين للأسفل !!! <=== هل هذه جملة مفيدة ... هل هذه عبارة أوصلت معناه ...

لا أعتقد ذلك ... لكن بعض اللاعبين دون ذكر الأسامي ... نعم كانوا صاعدين للأسفل ... و متقدمون للخلف ... لكن هيغواين و الآخرون كانوا عكس التيار ...

لمـ يرضوا بأن لا ينحتوا أسمائهم بـــ أحرف من ذهب ... لسبب واحد بأن العالم سيتذكر كل صغير و كبير مر على الريال ...

سيتذكر من أبدع ... فأنا ما زلت أتذكر ... دي ستيفانو و هوغو سانشيز و هيارو و غيرهم ... لم أعاصرهم نعمــ ... لكن ذكرهم لي التاريخ ...

كما أني على يقين بأن أبنائي سيتذكرون هيغواين ... و كاسياس و ... لأنهم أبدعوا حتى في زمن مرض فيه الزعيم ...

سأنقل لهم قصة 100 مباراة أولا ... ثم سأنقل لهم قصة أهدافه التي هزت عرش زعماء الكرة من الهند إلى السند ...

هذا هو هيغواين ... سفاح الليغا ... أوّل المطلوبين في أوروبا ... مطلوب من الإنتر و آرسناال ... لكن الريال لا يترك مبدعيه ...

ملتقانا االموسم القادم يا بيبيتا ... حتى ذلك الميعاد ... أتمنى منك أن تمتعني مع راقصي التانغو ... في التصفيات ...


هذا آخر أهدافه حصريا ... لهذا الموسم ضد أوساسونا اليوم ...